[essam assem]

بسم الله الرحمن الرحيم




تبدو المسدسات التي تنتجها مجموعة " تاسر" الاميركية والتي تقضي كليا على شخص ما عبر ارسال شحنة كهربائية، سوقا واعدة بمستقبل زاهر في المجال الامني لكن مفهومها يثير جدلا متناميا باطراد

وقال توم سميث رئيس " تاسر انترناشيونال" وأحد مؤسسيها انه الخيار الاكثر امانا في ما يتعلق باستخدام القوة



فمسدسات تاسر التي تسمح بشل رجل بالصدمة الكهربائية حتى على مسافة ستة أمتار ونصف بواسطة شحنة من 50 الف فولت، تخفف عدد الجرحى بنسبة 80% لدى ضباط الشرطة و60% لدى المشبوهين، على حد قول سميث

وتعرف " تاسر" التي اسسها في 1991 ريك وتوم سميث اللذان قتل صديقان لهما في الجامعة في احد مواقف السيارات، عن نفسها بانها المجموعة التي تستطيع انقاذ حياة اناس كل يوم

لكن الاحداث المرتبطة بمسدسات تاسر برزت بشكل ملفت في الاشهر الاخيرة
ففي ميامي استخدمت الشرطة هذا النوع من المسدسات ضد طفلة في الثانية عشرة من العمر وصبي في السادسة من العمر، فيما عوقب اربعة جنود من قوات النخبة الاميركية لممارستهم التعذيب بحق بعض المعتقلين بواسطة اسلحة تاسر

واثر مهاجمتها من كل حدب وصوب، ترد تاسر انترناشيونال بعنف على اي انتقاد. ففي خطاب اعد بعناية يكرر توم سميث ان اسلحته لا يمكنها القتل كما اظهرت ذلك دراسات مستقلة

لكن منظمة العفو الدولية ردت على ذلك بالقول ان هذا ليس صحيحا، مشيرة الى موت اكثر من 70 شخصا منذ 2001 في الولايات المتحدة وكندا بعد مهاجمتهم بواسطة تاسر قبل موتهم بوقت قصير

وتطالب المنظمة بتعليق استخدام هذه الاسلحة في انتظار اجراء دراسة "مستقلة" حقا كما انها توصي بتجنب استخدام تاسر ضد اشخاص غير مسلحين

وطالب رئيس منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة وليام شولتز بدراسة منهجية ومستقلة حول مسدسات تاسر التي استخدمها جنود اميركيون مؤخرا لتعذيب معتقلين في العراق

وعلى سؤال لمعرفة لماذا تركز منظمة العفو الدولية على مسدسات تاسر وتصدر تقريرا حول هذه الاسلحة، قال شولتز لقد رأينا ان من المهم الاهتمام بها بسبب زيادة استخدامها بشكل ملفت في الولايات المتحدة وعدد ضباط الشرطة الذين سيسمح لهم باستخدامها

واشار الى ان تقرير المنظمة وصف بعض الحالات التي تعرض فيها اناس لشحنة كهربائية خلال اكثر من خمس ثوان. وفي كل مرة يحدث فيها ذلك يطرح السؤال لمعرفة ما اذا كان ضروريا اخضاعهم لمثل هذا الالم وان كان ذلك يعتبر امرا لاانسانيا وحتى نوعا من التعذيب

كما لفت ايضا الى ان المنظمة اثارت مسالة استخدام "تاسر" في العراق وافغانستان من قبل القوات الاميركية، وقال لقد علمنا ان معتقلين تعرضوا للتعذيب في هذين البلدين وقدمنا طلبا بموجب القانون الاميركي حول حرية الاعلام للحصول على عناصر ومعرفة ما اذا استخدمت مسدسات تاسر ام لا في عمليات تعذيب

واعترض توم سميث على ذلك بالقول ان منظمة العفو الدولية ليست منسجمة مع ما يجري في عالم الشرطة، لا سيما وان مسدسات تاسر هي الاسلحة المستخدمة في اطار تطبيق القانون والاكثر خضوعا للمراقبة في العالم

وفي الولايات المتحدة سمح للشرطة باستخدام اولى مسدسات تاسر قبل ست سنوات. وباتت هذه المسدسات جزءا من يوميات اكثر من خمسة الاف قسم للشرطة الاميركية وتسمح لمجموعة الاخوين سميث باعلان توقعات ممتازة لرقم اعمالها الذي قد يقفز بنسبة 175% للسنة 2004 فقط

اما سعر سهمها الذي يزيد اليوم عن 27 دولارا فقد تضاعف اربع مرات منذ الاول من كانون الثاني/يناير فيما بلغت قيمة مبيعاتها 5،24 مليون دولار في 2003، اي اكثر بسبع مرات عما كانت عليه في 2001 سنة دخولها الى البورصة

وقد تم تصدير مسدسات " تاسر" هذا العام الى حوالى اربعين بلدا وسجلت دخولا ملفتا الى حد بعيد الى اوروبا

فلندن على سبيل المثال سمحت لتوها للشرطة باستخدامها فيما هناك دول اخرى بصدد دراسة هذا الاحتمال على غرار فرنسا التي يفترض ان تعطي اولى استنتاجاتها قبل نهاية شهر كانون الاول/ ديسمبر بحسب توم سميث

وعبر سميث عن ارتياحه قائلا هناك دول كثيرة اعتمدت تاسر وهي تقوم بتجربتها وتستخدمها، معددا دولا مثل فنلندا والسويد والمانيا واسبانيا واليونان ورومانيا






الى ذلك تقدم سوق الخاصة بدورها افاقا واعدة، فخلال السنوات العشر الاخيرة اقتنى المواطنون الاميركيون مئة الف مسدس من نوع تاسر

وتتميز هذه المسدسات التي اعدت في التسعينات وتستخدم الازوت المضغوط بانها تفقد الشخص المستهدف اي سيطرة على اعصاب العضلات خلال تعرضه للشحنة الكهربائية

منقول للامانة