[amin hegazy]

البعض يتساءل ما هو المقذوف الناري وما هو المظروف كلمات تمر مرور الكرام ولا نعى ماهيتها فعند إطلاق سلاح ناري يخرج المقذوف بسرعة عالية من فوهة السلاح بفعل الضغط الناشئ من الغازات المتكونة من احتراق المادة القاذفة وقد وفرت لنا التقنيات الحديثة أن نتتبع حركة خروج المقذوف من فوهة السلاح وما يصاحب هذه العملية من تغيرات في البيئة المحيطة بفوهة السلاح، حيث نشاهد سحابة من الغازات الدافعة تخرج وراء المقذوف من فوهة السلاح تحتل حجم من الهواء المحيط بفوهة السلاح، هذه السحابة تحتوى على ما نطلق عليه بقايا الإطلاق، وهى كما سبق وذكرنا ناشئة عن احتراق المادة القاذفة وفى نفس الوقت انفجار مادة الكبسولة (البادئ)، وللتعرف على محتويات هذه السحابة يلزم أن نتعرف على مكونات الكبسولة ومكونات المادة القاذفة قبل الإطلاق ثم البقايا المتخلفة عن عملية الإطلاق .

مكونات الكبسولة (البادئ) : -
*********************
الكبسولة أو البادئ هي جزء من الطلقة يكون مثبت في قاعدة الظرف في حالة الطلقات ذات الكبسولة المركزية مثل طلقات المسدسات والبنادق، وهناك أنواع من الطلقات تكون الكبسولة قاعدية أي تشغل قاعدة الظرف مثل الطلقات الخاصة بالأسلحة عيار 22 بوصة أو الطلقات الخاصة بالأسلحة عيار 9 مم فلوبير (تطلق على نوع من الأسلحة مصقولة الماسورة) ،وهذه الكبسولة عبارة عن وعاء معدني صغير ورقبته تحتوى على مادة توصف بأنها حساسة للطرق والاحتكاك بمعنى أنه بمجرد الطرق عليها فإنها تنفجر (تولد موجة انفجارية) ، ولكن عملية إطلاق السلاح الناري تحتاج إلى اشتعال المادة القاذفة، ولهذا فإن ضمن المواد الداخلية في تكوين الكبسولة توجد مادة مولدة للهب ، ولكي يتولد اللهب يلزمه مادة مولدة للأكسجين أو مادة مؤكسدة ، وبالتالي فإن الخليط من هذه المواد الثلاث يكون المادة الفعالة التي تحتوى عليها الكبسولة ، ولما كانت كل هذه المواد عبارة عن مساحيق وتوضع منها كميات ضئيلة داخل وعاء الكبسولة المعدني فيلزم تثبيتها داخل هذا الوعاء ، ولهذا توضع مادة صمغية راتنجية للصق وتثبيت هذه المواد بوعاء الكبسولة ، والمواد الكيماوية الفعالة الموجودة بداخل الكبسولة ( مثل الصمغ العربي )

المادة الفعالة :
***********
كان يستخدم في السابق مادة فلمينات الزئبق، ولكن لوحظ أن عنصر الزئبق يتفاعل مع فلز النحاس المكون منه الوعاء المعدني للكبسولة
ويؤدى إلى تآكله وبالتالي تفسد الطلقات عند التخزين طويل المدى ، ولهذا استبدلت هذه المادة بمادة أزيد الرصاص (Lead azide) Pb (N3)2 أو إستفينات الرصاص (Lead Styphnate) C6H3N3O8Pb أو خليط منهما أحياناً.

2 ـ المادة المولدة للهب :
******************
تستخدم مادة كبريتيد الأنتيمون SbS Antimony
Sulfide كمادة مولدة للهب لأن من خواص هذه المادة أنها عندما تتعرض لاحتكاك فإنه يتولد منها لهب ،وهى تستخدم في صناعة أعواد الثقاب ، ولكي يتحقق الاحتكاك لتولد هذه المادة اللهب فإنها تخلط بمسحوق زجاج بكميات ضئيلة.

3 ـ المادة المؤكسدة :
****************
هذه المادة تكون مولدة للأكسجين أي مولدة للأكسجين اللازم لإتمام عملية الانفجار، وتستخدم مواد كثيرة تختلف باختلاف جهة الإنتاج فيمكن استخدام مادة كلورات البوتاسيوم KClO3، أو الباريوم BaClO3، أو الصوديوم NaClO3 أو فوق أكسيد الرصاص O3 Pb3
المهم أن تكون هذه المادة مخلوطة بانتظام مع المادة المولدة للهب لتحقيق أقصى تفاعل يحقق أعلى معدل احتراق للمادة القاذفة.

4 ـ المادة القاذفة :
*************
المادة القاذفة هي مادة كيميائية سريعة الاشتعال تتولد منها كمية كبيرة من الغازات هي التي تدفع المقذوف للخروج من فوهة السلاح بسرعة عالية ،وهذه المادة تسمى أحياناً قطن البارود لأن المادة الأساسية فيها مادة السيللوز (Cellulse) "C6H10O5" الموجـودة في القـطن ، ومادة السـيللوز موجودة أيضاً في لحاء الأشجار ،وفى معظم ألياف النباتات، وعندما تعامل مادة السيللوز النقية بواسطة حامض النيتريك المركز وفى وجود حامض الكبرتيك فيما يسمى بعملية النترتة، يدخل أيون النتريت داخل جزئ السيللوز وتكون مادة النيتروسيللوز "C6H8(NO2)2 O5" والتي تستخدم كمادة قاذفة في طلقات الأسلحة الصغيرة. وتسمى المادة القاذفة التي تحتوى فقط على مادة النيتروسيللوز بالبارود عديم الدخان أحادى القاعدية ، وإذا أختلط هذا البارود بمادة النيتروجلسرين تسمى بالبارود عديم الدخان ثنائي القاعدية.
وعند تصنيع هذه المادة تضاف إليها بعض المواد لإضافة خواص طبيعية لها مثل مادة ثنائي الفينيل أمين (Diphenilamine) التي تضاف كمادة مثبته لتثبيت التركيب الكيميائي الفعال للمادة وعدم تغيره بمرور الزمن ، وبالتالي تحتفظ المادة بخواصها الكيميائية والفيزيائية لمدة طويلة وتتحمل التخزين لمدة أطول، كما تضاف مواد ملدنة Plastsizer مثل مادة داي بيوتيل فثالات Dibutul Phthalate لإضافة خاصية الليونة للمادة ليسهل تشكيلها أثناء التصنيع ، كما يضاف إليها مادة نترات البوتاسيوم كمادة مؤكسدة لتحقق الاشتعال وتولد الغازات الدافعة.
وتتشكل مادة البارود عديم الدخان للأسلحة المستخدمة في تعبئة طلقات الأسلحة الصغيرة في عدة أشكال لتحقق أعلى معدلات في سرعة الاشتعال ، ولكي يكون تولد الغازات داخل ماسورة سلاح لحظياً، فتوجد حبيبات البارود عديم الدخان في شكل شرائح مربعة الشكل أو على شكل كرات أو إسطوانيات أو إسطوانيات مثقبه وفى بعض الطلقات الحديثة توجد هذه الحبيبات على شكل أقراص مستديرة الشكل دقيقة التكوين ، وهى تكون من المادة الأساسية وهى نيتروسيللوز.

مــخــلـــفــــــــــــــات الاطــــلاق : -
************************
يتضح مما سبق أن السحابة الخارجة من فوهة السلاح خلف المقذوف والتي تحتوى على مخلفات انفجار مادة الكبسولة ومخلفات احتراق المادة القاذفة تحتوى في الغالب الأعم على المواد الآتية : -
1ـ جزيئات من حبيبات البارود غير مكتملة الاحتراق (نيتروسليللوز).
2 ـ إسوداد كربوني ناشئ عن احتراق مادة السيللوز المكونة أساساً من ذرات الكربون والهيدروجين (كربون).
3 ـ إسوداد نتيجة وجود فلز الرصاص (أيونات رصاص).
4 ـ وجود بعض الأيونات مثل أيون الإنتيمون وأيون البوتاسيوم أو الباريوم أو غيرها الموجودة ضمن مكونات الكبسولة.

فتحة دخول مقذوف ناري حولها مخلفات الإطلاق الظاهرة وهذه الآثار منها الظاهر والذي يمكن رؤيته بالعين أو بالعدسات المكبرة مثل جزئيات البارود عديم الدخان ، وتعرف لدى الأطباء الشرعيين في حالة ما يكون الجسم المصاب بالمقذوف هو جسم بشرى فإن هذه الآثار تعرف بالنمش البارودي .
كما أن الإسوداد الكربوني أو الرصاص فيكون مرئي وواضح ولا يحتاج لاستظهار. النمش البارودي المحيط بفتحة دخول مقذوف ناري أما الأيونات سواء الكاتيونات أو أينونات فهذه لا بد لها من معالجه كيميائية حتى تظهر، كما أن مخلفات الإطلاق يمكن رؤيتها والتعرف على مكوناتها في ذات الوقت باستخدام المجهر الإلكتروني ذو الشعاع الماسح Scanning electron microscope المزود بجهاز تحليل طاقة أشعة أكس (E.D.X.) ، وهذه الوسيلة هي المعتمدة والمأخوذ بها كدليل على وجود مخلفات الإطلاق في حالة الإطلاق القريب.

* أين توجد مخلفات الإطلاق ؟
توجد مخلفات الإطلاق التي يتم الكشف عنها في حالات الإطلاق القريب حول فتحة دخول المقذوف وبالتالي فإن هذا المكان هو الذي يتم فحصه بوسائل التعرف على مخلفات الإطلاق ، كما أن مخلفات الإطلاق أيضاً تترسب على يد مستخدم السلاح ويمكن رفعها من أعلى اليد في المساحة بين الإبهام والسبابة أومن باطن اليد وإيجابية هذا الاختبار تكون بمثابة تأكيد على قيام شخص ما بإطلاق سلاح ناري وتفيد كثيراً في حالات الانتحار باستخدام طلق ناري وفى حالة ضبط مشتبه فيه قبل قيامه بغسل يده وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.

المراجع ( الطب الشرعي للواء دكتور احمد أبو القاسم وموسوعة الأسلحة والذخائر للدكتور مجدي إسحاق كبير أطباء الطب الشرعي ومدير الإدارة العامة للطب الشرعي بوزارة العدل )


معلش الموضوع طول شويه بس شيق جدا اوعى تنسى التقييم