[محمد خلف]

الرحله ..

إستيقظ من نومه قبل الفجر بقليل .. يدب جسده بالنشاط .. يتوق لبدء رحلته .. جهز كل شيء منذ أيام .. نظف بندقيته و ضبطها .. تأكد من حده سكين التذكيه .. أهم ادواته الذي به يذكي الطائر الذي تسقطه طلقاته جريحا .. يجب أن تكون في غاية الحدة لتمنع عنه المعاناه .. ارتدى ملابسه بسرعه .. سمع آذان الفجر .. حمل حقيبته على كتفه .. حمل بندقيته بعنايه .. أغلق الباب خلفه .. نزل إلى سيارته .. وضع فيها أشياءه .. ذهب الى المسجد لأداء الصلاه .. أنهى صلاته .. أسرع الى سيارته .. انطلق نحو أطراف المدينه حيث تكثر الطيور .. أوقف سيارته في مكان معتاد .. حمل حقيبته و التقط بندقيته .. اغمض عينيه يملأ صدره بهواء الصباح الذي لم تطاله يد تلوث بعد .. سار يبحث عن طرائد .. رأى يمامه على أحد أعمده الكهرباء .. مسافه بعيده جدا .. لكن الإصابه من هذه المسافه إنجاز مغر بحد ذاته .. أسند دبشك البندقية على كتفه .. أراح خده عليه .. انتقلت الى جلده برودة الصباح عبر الخشب المطلي .. أغمض عينه اليسرى ليسدد بدقه .. اليمامه البعيده لا تتوقف عن الحركه .. توقف عن التنفس تماما .. بسمل بصوت خفيض .. برقه شديده ضغط زناد البندقيه لتنطلق رصاصته نحو هدفها .. راقب اليمامه ترفرف بأجنحتها .. تتوقف عن الحركه .. تسقط من فوق العامود كحجر .. انزل البندقيه عن كتفه .. إرتسمت على وجهه ابتسامه نصر .. كان اليوم جميل .. الصيد متوفر .. الجو رائع .. و الحصيله جيده في ساعات قلائل .. توسطت الشمس السماء .. بدأت حرارتها تشتد .. حبات العرق تغزو جبهته .. رفع عينيه إلى السماء .. نظر الى حصيلته راضياً .. شكر الله على التوفيق .. انطلق عائدا الى سيارته ترك همومه و ارتاحت نفسه المرهقه و تحررت من الضغوط .. يساعده الصيد دوما على تجديد طاقته و غسل روحه .. انطلق في طريقه عائدا .. استوقفته احدى اللجان الأمنيه طلب جنودها رخصتي القياده والسياره .. بدأ أحدهم تفتيش السياره آمرا اياه بفح الصندوق .. سأله الضابط عما يفعل في هذا المكان المنعزل.. ابتسم بهدوء .. أخبره إنه يهوى الصيد .. إنه أنهى منذ قليل إحدى رحلاته .. حدثه عن الهواية و لما يحبها .. ما استفاد منها .. كيف ساعدته ليكون اكثر نجاحا .. حضر أحد الجنود حاملا البندقيه .. أخبر الضابط أنه وجدها في السياره .. التقطها منه بفضول .. سأله عنها .. أخبره الشاب بعض المعلومات .. طلب منه أن يجربها .. أعجبته كثيرا فطلب رقم الشاب ليساعده على اختيار بندقية ليبدأ ممارسة الهوايه .. تبادلا أرقامهما .. اتفقا على اللقاء لبحث أمر البندقيه المناسبه و متى يتشاركان رحلتهما الأولى .. تبادلا التحيه .. انصرف الشاب يغمره الإرتياح .. لا تمر المواقف المشابهه بهذه السلاسه دائما .. هناك من فقد بندقيته أو حريته لمجرد عدم فهم ضابط حب مواطن للصيد و حمل سلاح و إن كان هوائيا لا يجرمه القانون .. شكر الشاب الله مرة أخرى على مرور هذا اليوم بسلام ..
و استكمل طريقه الى بيته ..
فقد انتهت الرحله .