[القناص]

السلام عليكم

رحم الله والدى

هذا الموضوع أهدية ألى روح والدى رحمه الله

قررت العودة مرة أخرى للمنتدى بعد غيابى لوقت طويل بسبب وفاة والدى رحمه الله وقررت أن يكون أول موضوع لى بعد عودتى هو موضوع اتحدث فية عن زكرياتى مع الصيد والتى أتحدث عنها وكأنى أراها امامى كما لو أنها حدثت أمس وكيف بدأت وتعلمت هذه الهواية وربما تكون كل زكرياتى تتمركز حول والدى رحمة الله والذى كان هو الأستاذ الأول
والأخير والذى علمنى كل فنون الصيد والرماية من الالف الى الياء ولم يبخل على بأى شىء فى هذا الموضوع و الذى أدين لة بالفضل
والجميل فى تعليمى هذه الهواية حيث كان من أمهر الرماة والصيادين بالبندقية الخرطوش بدون مبالغة وهو كان احد أعضاء الأتحاد المصرى للرماية بالخرطوش والرصاص ويعتبر من أقدم الاعضاء وأمهر الصيادين الذى رأيتهم فى حياتى ولقد بدأت قصتى مع الصيد عندما اصطحبنى والدى لأول مرة معة لرحلة صيد وكان عمرى 4 سنوات تقريبا وكانت هذة الرحلة بالنسبة لى مثل الحلم حيث شعرت أنى انتقلت من عالم لعالم أخر شبية بالخيال ويملأة السحر فلقد رأيت الطبيعة الجميلة والهواء النقى وكان يوم من أيام الشتاء البارد
ولقد رأيت ما لم أراه من قبل فلقد رأيت أنواع مختلفة من الطيور التى كانت غريبة لى فى ذالك الوقت ولقد رأيت ما أبهرنى أكثر فلقد رأيت مهارة والدى فى صيد الطيور من على مسافات بعيد وأرتفاعات عالية على الطاير ولقد ذهلت عندما رأيت أول طير وهو يسقط
فى الهواء و فى هذه اللحظة قررت أن أقتل هذه الهواية معرفة عن بكرة أبيها وأن أتعلمها و أعرف كل شىء عنها وقررت أن يكون والدى هو القدوة و المعلم و كانت المفاجأة بعد فترة بسيطة جدا أن أحضر لى والدى أول بندقية وكانت رش نمرة 1 رمسيس لأنة رأى حبى وتعلقى بهذة الهواية بسرعة وقرر أن يبدأمعى أول درس وكان قواعد الأمان الخاصة بالرماية والصيد ثم بعد ذاللك قواعد الرماية
وكنت بفضل الله سريع الاستيعاب ومن أهم الدروس أيضا أخلاق الصياد حيث كان دائما يقول لى أن هذه الهواية هواية الملوك والأمراء والنبلاء عبر التاريخ فيجب أن يكون الصياد يحمل أخلاق النبلاء ولقد رأى والدى سرعة أستيعابى للموضوع فقرر والدى أن يفاجئنى بمفاجأة اخرى وكان عمرى وقتها 8 سنوات فأحضر لى بندقية رش جديدة تل مجرى نمرة 2 وكنت فى ذاللك الوقت قد تمكنت من الرماية بالبندقية الرش تماما وبدأ والدى يعلمنى أشياء اخرى مثل أنواع الطيور وما يجوز صيدة و ما لا يجوز صيدة وكيفية صيد كل نوع من الطيور وكيفية أختيار الألوان المناسبة للملابس حسب كل بيئة وكيفية التخفى وفى هذا الوقت أيضا قررت أن أطلب ماكنت متردد فى طلبة وهو أن اتعلم الرماية بالخرطوش و كأن والدى كان ينتظر منى أن اطلب هذا الطلب منه ولكن عمرى كان صغير فى ذاللك الوقت ولكنة لم يتردد وقرر أن يعلمنى كيفية أستخدام البندقية الخرطوش وكانت أول مشكلة واجهتنى هى رد فعل البندقية ولكن والدى وبحكمة شديدة أستطاع أن يبدأ معى أول درس دون أى مشاكل وكان بلا شك أول درس على هدف ثابت و نجحت فى أصابتة وفى هذه اللحظة عرفت أن للرماية والصيد شكل أخر غير الذى تعلمتة وعرفته سابقا وظل والدى يعلمنى على هذه الأهداف الثابتة حتى وصلت
لمرحلة السحر الذى رأيتها معه لأول مرة فى حياتى وهى مرحلة صيد الأهداف الطائرة ولن يعرف متعة صيد الاهداف الطائرة ألا من جربها بنفسه وتقريبا كانت هذه اللحظة التى أنتظرتها طويلا بفضل الله نجحت فيها وكان والدى فى تلك الفترة قد أضاف بندقية خرطوش أخرى على رخصتة و كان يعلمنى فى تللك الفترة على بندقيتة الالمانى ماركة ميركل والتى تعتبر من أعظم الشركات فى العالم لصناعة بنادق الخرطوش ولقد أضاف بندقية أخرى أسبانى ماركة أسترا ولكنى لم أكن أستعملتها بعد وظل والدى يعلمنى ويعطى لى من خبراته الكثير وبعد فترة طلبت منه أن أجرب البندقية الجديدة فلم يمانع وكأنه يقول لى هى لك من البداية وبدأت
أتقن الرماية بها فى وقت قصير حتى بلغ عمرى 12 سنة كنت تقريبا قد تمكنت تماما من الرماية بالخرطوش بالرغم من صغر سنى
وقرر والدى أن يأخذنى معه لأول رحلة لصيد الغزلان والأرانب فى سيناء و بدأ معى درس جديد فى فنون الصيد وهو كيفية أقتفاء الأثر
والتعامل مع البيئة الصحراوية وفنون المطاردة المختلفة للحيوانات وكنت أنا الصديق الصدوق له فى كل رحلات الصيد ومن أمتعها طبعا رحلات صيد البط وكنت قد تمكنت من الصيد تماما مع العلم أن فى كل رحلة كنت أجد درسا جديدا وكان يرتفع مستوى أتقان الهواية رحلة بعد رحلة حتى بلغت سن 16 سنة و أصبحت فى ذالك الوقت أحد أعضاء الاتحاد المصرى للرماية بالخرطوش وشعرت وقتها و كأنى حصلت على شهادة تخرج ويرجع الفضل فيها لوالدى حيث وأنة يبقى الأستاذ هو الأستاذ وهو والدى و فى هذه الفترة شعر والدى أنه يستطيع الأعتماد على فى الرحلات الطويلة وأنى أستطيع التصرف بحكمة ولم أتركه يخرج فى أى رحلة منذ هذه الفترة وحده ليس لمجرد المتعة فقط بل لأنى كنت أتعلم فى كل رحلة معة شىء جديد فهو القدوة والمعلم و الأستاذ الأول والأخير لى والذى أطبق كل ما تعلمته معه حتى الأن فلقد خرجنا فى أجمل الرحلات معا وتعلمت كل شىء معه وأصطدنا الغزلان والأرانب وجميع أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة معا و أنتهت هذه الأيام الجميلة بوفاة والدى رحمة الله يوم الأربعاء 7 يناير 2009 فلقد كانت أجمل أيام حياتى وأجمل رحلات الصيد والتى أعيش على ذكراها حتى الأن

وشكرا