الصيد فى مصر  

العودة   الصيد فى مصر > الاقسام العامه > الموضوعات العامه

الموضوعات العامه الموضوعات الغير متعلقه بالصيد.

إضافة رد
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 14-08-22, 11:29 AM   #1
elmasrey123
صياد قديم

اوسمتي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المدينه: اسكن اينما وجدت الحياه
المشاركات: 4,713
معدل تقييم المستوى: 430
elmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدىelmasrey123 عميد بالمنتدى
افتراضي الحرية والجبريه (هل الانسان مخير ام مسير) بقلم د/ مصطفى محمود


الحريه والجبريه هل الانسان مخير ام مسير اذاكانت الاقدار مكتوبه فما نحن الا اداه لتفيذها وهنا نكون مسيريين ولكن اذا كنا مسيرين فمافأدة العقاب والثواب انها قضيه شغلت كافة الفلاسفة المتدينين منهم والملحدين ولكننا اليوم نتعرض لتلك المسئلة من وجهة نظر الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
*******************
مسيّر أم مخّير
الإنسان مخير فيما يعلم
مسير فيما لا يعلم
سؤال شائك محير.
هل أنا مخير أم مسير؟
شعورى يقول فى كل لحظة إنى حر.
وواقعى يكشف لى فى كل لحظة ألف لون ولون من ألوان الجبر والقهر.
أين أنا فى هذة المشكلة؟
هل أنا الذى اختار حياتى؟
أم أن حياتى هى التى تختار لى ؟
تعودت دائما كلما تناولت هذه المشكلة فى مقال أن أختار جانب الحرية ..وكانت خطابات القراء تنهال على فى كل مرة فى سيل من الاحتجاجات.
ولهذا فكرت أن أدخل إلى الموضوع هذه المرة بطريقة جدلية..وان أجعله فى صورة حوار سقراطى فأبدأ بالإشكال كما يتصوره القراء فى خطابتهم وتساؤلاتهم ثم أتخذ من تساؤلاتهم مدخلا إلى الموضوع لأكون أقرب ما يمكن إلى عقل القارئ وتصوراته...
..........
يقول القارئ أحمد ناجى شرف الدين تعليقا على مقالى فى خطاب طويل:
ستة آلاف يوم عشتها ولا أدرى لم أعيش ..وإلى إين أسير.
ثلاثة وعشرون عامل عشتها وأنا مثل رواية الأبدية ..صحو منام شر بطعام صمت كلام وداد خصام والأيام تكر والسنون تمر ..والعصر يمضى دون أن أعرف من أنا ولأماذا أتيت وإلى أين أسير..
إنى أجرى وراء المستقبل ..وأمنى نفسى بالآمال ..ففى المستقبل أبلغ آمالى..وفيه أصلح نفسى,,وفيه أنيب إلى ربى وفيه أكتب تلك المعانى التى طالما جاشت بها نفسى ولكن المستقبل لا يأتى أبدا..
وحينما يأتى يصير حاضرا وأبدأ فى التفتيش عن مستقبل آخر.
حينما كنت فى الابتدائية كنت اتمنى أن أصبح تلميذا فى الثانوية أردتدى البنطلون الطويل وأصفف شعرى واحتفظ بقطع الطباشير الميرى لألقيها على أطفال مدرسة الروضة التى تجاور مدرستنا كما كان يفعل طلبة المدرسة الثانوية المجاورة ..ويوم وصلت إلى هذا الأمل هان على وذهب بهاؤه وانطفأت روعته وبدأت أنظر إلى مستقبل آخر أصبحت أتمنى أن أكون موظفا فى الحكومة مثل سيد أفندى الذى يسكن عند خالى وأتأبط الجريدة اليومية وأناقش فى السياسة الدولية وأجلس واضعا رجلا على رجل وألعب الطاولة وقد كان ..إذ ما كادت سنوات أربع تمر حتى كنت موظفا بالحكومة..وذقت تلك المرارة التى يشعر بها الموظف والتى كان يخفيها سيد أفندى تحت جاكتته وابتسامته المفتعلة..
وهان على الأمر مرة أخرى وذهب بهاؤه وتغير حالى بانتقالى من عالمى الساذج إلى دنيا الوظيفة بما فيها من تملق ونفاق وكذب..
وجاء أول الشهر لأقبض أول مرتب ..سبعة جنيهات ..وكنت حين ذلك فى أسيوط على بعد مئات الأميال من بلدى ..وبدأت أشعر بضيق الحياة ..وتبددت آمالى..
لم أتمكن من الجلوس على مقهى ..ولم أتمكن من تهيئة وقت للمذاكرة ..وأصبح ألتحاقى بالجامعة أستحالة..
وضاقت حرياتى حتى كادت تنعدم ولم يبق منها إلا حرية الحصول على خبز اليوم أتبلغ به لأعيش يوما آخر..
أين الحرية التى تتشدق بها وتملأ بها مقالاتك؟؟
هل أنا حر ..وكيف وأنا لا أكاد أملك إلا الكفاف ولاأصلح إلا لمشوار واحد من اليدوان الى البيت ومن البيت إلى الديوان.
كيف أتزوج وكيف أعيش وكيف استمر فى تعليمى وكيف احفظ صحتى ..وكيف أوفر كل هذة الحريات وليس لدى إمكانيات.
إنى لا أملك إلا حرية واحدة وهى حرية قتل نفسى إذا كنت تظن أن هذه حرية.
ويكتب سمير زكى سوريال بحقوق القاهرة قائلا:
إذا كنا أحرارا فما معنى القانون والأخلاق والأديان والمدنية.
إن كل هذه الأشياء قيود على حريتنا
إن القانون يمنعنى من أشياء.
والأخلاق تحرم عليا أشياء أخرى.
والأديان تخيفنى من أشياء ثلاثة وتقيدنى بضوابط واوامر ومناهى.
والمدينة تربطنى بعجلة الأسرة والبيت والمصنع والآلة وتضبطنى كالساعة على مواعيد أنام فيها وأصحو.
إن الحياة حولنا قيود فى قيود.
أين الحرية التى تتكلم عنها.
........
ويتحدانى محمد عبد القادر قائلا:
إين هى حريتك.
هل اخترت مولدك؟
هل اخترت أباك وامك ودينك ووطنك.
هل اخترت شكلك وطولك وعرضك.
هل اخترت النظام الذى تعيش فيه.
..............
ويكتب عبد الرؤوف ..ليسانس فلسفةبحثا يقول فيه:
إنى أكون حرا عندما أكون أنا الله ..أو حينما أكون أنا العالم ..حيث لا يوجد شئ سواى أخضع له وأتقيد به.
إن الحرية الكاملة تستلزم عدم وجود شئ غيرى لأن أى شئ يحدنى ..الناس والطبيعة والظروف كلها حدود ومثل هذه الحرية مستحيلة..
وإذن أنا لست حرا إلا بقدر ماعندى من وسائل تحقيق هذه الحرية
إن حريتى مشلولة وناقصة.
...........
وينتهى عبد الفتاح سليم إلى انه مسير مقهور على حاله
وأفعاله ثم يسأل كيف يكون مسيراومقهورا ومجبورا بهذه الكيفية ويحاسبه الله ويعاقبه او يكافئه ويجزيه ,,أين وجه العدالة الالهية فى القضية.
أما أحمد الألفى فينتهى إلى أنه حر ولكنه يتساءل كيف يكون حرا ويتدخل الله لنجدته ..ألا يكون فى هذا التدخل إخلال بحريته..
كيف يمكن التوفيق بين فكرة الحرية وفكرة العناية والتدخل الالهى.
كيف نكون احرارا وكل ما نفعله بأمر الله ..قدره علينا من الأزل هو الذى خلقنا وخلق أفعالنا وهو الوحيد الذى يفعل ..لا إله ألا هو وما نحن إلا أدوات إرادته..
...........
وبهذه الخطابات والتساؤلات يحيط القراء بكل جوانب المشكلة الأزلية ..مشكلة المخير والمسير.
وهم يحشدون أسلحتهم ضدى ويشحذون ادمغتهم ؟؟ ويصرخون فى وجهى فى صوت واحد.
وهذا وحده أول دليل على حرتيهم فقد صنع كل واحد منهم رأيا مستقلا ولم يتقيد بكتبى ولا مقالاتى ولم يخضع لوجهة نظرى.
وانتقل إلى اعتراضاتهم فأقول إن أغلبها يدور حول نقطة واحدة هى القيود المضروبة حولنا.
وبعض هذه القيود تصل إلينا بالوراثة مثل الاسم والجنس والدين والوطن فنولد بها كما نولد بجسمنا.
وبعضها يصل إلينا من بيئتنا ..مثل الطبيعة التى نعيش فيها حرها وبردها ورعدها وميكروباتها وامراضها وناسها.
وبعضها من صنعنا وابتكارنا مثل القوانين والأخلاق والنظم والسياسية.
وجميعها فى النهاية تقيدنا فلا يبقى لنا إلا طريق واحد ..أن يفنى كل شئ من حولنا وينعدم ..وأن يصبح وحيدا مفردا مثل الله بلا شريك وبلا أخرين معى وبلا أشياء ..ذات حرة بدون مقاومات من أى نوع .
والقارئ ينسى أن الحرية تفقد معناها بمجرد سقوط المقاومات
حولها لان انعدام المقاومات وامتلاكى لكل شئ فى كل وقت معناه انتفاء كل نقص عندى ومعناه كمالى لانى اصبح الكل فى الكل..وبالتالى تنعدم مطالبى ورغباتى لأن المطالب والرغبات منبعهما احتياجاتى.
وبانعدام الرغبة والمقاومة يسقط معنى الحرية لأنها تكون استهدافا فارغا إلى لا شئ وتكون هى ذاتها لا شئ.
إن مشكلة الحرية ترتبط دائما برغبة تتأجج فى الصدر ومقاومة تقف فى سبيلها ..
وتتأكد الحرية بانهيار المقاومة وتراجعها أمام الإرادة
بهذه الصورة الجدلية تكشف الحرية عن مدلولها فى الواقع.
أما الانسان الأوحد المنفرد الذى تلاشت من امامه الظروف والمقاومات وانعدم كل شئ حوله وأصبح هو الكل فى الكل..
واشتمل على العالم فى ذاته وتحول إلى إله ..ماذا يطلب هذا الكائن وأى شئ يعترض مطلبه لتصبح حريته أو عدم حريته محل سؤال
أين الصراع الذى تكشف الحرية مدلولها من خلاله.
إن مثل هذا الكائن لا يتحرك ولا يرغب ولا يأكل ولا يشرب ولا ينمو ولا يكبر ولا يموت ولا يولد.
إنه يعيش فى سكون وأبد وعالم لا زمان ولا مكان وكلمة الحرية بالنسبة له هى غير الحرية التى نعرفها ونتكلم عنها فى عالمنا ..
ماذا يطلب وهو المستغنى المكتفى بذاته؟؟
إن الحرية التى نتداولها كلمة بشرية صرفة كلمة لا معنى لها إلا بوجود القيود ..بوجود المقومات وبوجود الظروف التى يصرخ منها القراء ويضجون ويشتكون.
إن نطاق الحتمية المضروب حولهم هو الذى يجعل لحريتهم معنى وليس هو الذى يهدمها كما يظنون لأن الحرية تعبر عن نفسها باختراق الظروف وزحزحة المقاومات وهدم العقبات..
الحرية عملية مرتبطة باحتكاك الانسان ببيئته وبظروفه ويلغيها أن يصبح الناس آلهة..
إن السؤال المهم هو :
هل تذوب المقاومات مع الزمن ..
هل تتقهر العقبات ..عقبة خلف أخرى تجت الضغط الارداة وإصرار الانسان أم أن كل حياتنا كالحارة السد..
والجواب نعم ..تتقهر العقبات ..ويتقدم العلم ويتحكم فى الحر والبرد والريح والماء والهواء ويطور القوانين والأنظمة إلى أحسن وأحسن...
وفى هذا دليل واقعى أكيد على حرية الانسان.
.........
اضغط على الزر الكهربائى فى غرفتك فينتشر الضوء وينهزم الظلام.
ألا تحس ان هذا الكسب العلمى البسيط أضاف إلى حريتك ومثل هذا الكسب ألوف غيره تنتفع بها فى كل لحظة ..حينما تضع رجلك فى ترام أو تدخل سينما أو تقرأ كتبا أو تتحدث فى تيلفون .
إن كل شئ يصرخ فى أذنيك بأن الحرية حقيقة والتاريخ يلهث جريا إلى الأمام ليؤكد لك أنك حر ..والأقمار الصناعية تهتف فى الفضاء بأن من يجتهد يصل وأن الطريق مفتوح أمام إرادة البشر .
وما القدر إلا مجرد واسطة تكشف بها الحرية عن ذاتها وتؤكد وجودها...
ويصرخ القارئ قائلا ..هل أنا حر وأنا لا أكاد أملك الكفاف فيثير بذلك قضية الحرية بمعناها الاجتماعى ..وكيف أنه لا حرية لمن لا يملك القوت ..وأن توفير القوت فى ذات الوقت توفير حرية..
والسؤال هو ما هذا القوت المطلوب توفيره؟
أهو مائدة عليها لحم وخبز وأرز وفواكه وثلاجة لحفظ هذه الأطعمة وعربة ليقضى به كل منا مشاويرة سعيا لجمع هذا القوت؟
إن كان هذا هو القوت المطلوب فإن توفيره لن يكون توفيرا للحرية وإنما سيكون تبديدا لها ..ومعناه أن يكون الانسان فى خدمة الطعام وليس الطعام فى خدمة الانسان ..معناه تبديد الوقت والجهد والفكر لتحقيق الوفرة المادية ومعناه ان يصبح الانسان فى النهاية عبدا لهذة الوفرة ويفقد حريته..
أما إذا كان المقصود بالقوت هو الكفاف فإن القضية صادقة فحين لا توجد كسرة الخبز لا توجد حرية..
ولكن إذا توفرت هذه الكسرة وهذا ميسور ؛فالبحث عن المزيد ليس كسبا لحرية وإنما إضاعة لها.
ولقد كان غاندى أكثر الناس حرية وهو يسعى حافيا على قدميه لا يملك إلا مغزل صوف يدويا وكيسا به بضع تكرات وعنزة يشرب من لبنها ويصنع من صوفها ثيابه.
وكذلك كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والمسيح ..والأحرار العظام الذين صنعوا لنا حرياتنا وغيروا التاريخ..
وشرط الحرية هنا هو الكفاف لأن أكثر من هذا خضوع لعبودية البطن كما إضاعة العمر فى الجرى وراء النساء هو خضوع لعبودية الشهوة..
ولا يحق للقارئ أن يصرخ لأنه لا يملك إلا الكفاف قائلا لقد فقدت حريتى أين حريتى..
بل لقد وجدت حريتك مادمت قد وجدت الكفاف ..فما يزيد على الكفاف ليس حرية بل عبودية..
أما الاعتراض بأن الأخلاق قيود على الحرية ..والقانون قيد على الحرية والضوابط الدينية قيود على الحرية فهو غير صحيح فكل هذه الضوابط مثل إشارات المرور
الأحمر والأخضر والأصفر.
وبدون إشارات المرور تتصادم العربات ويقف المرور ويفقد كل سائق حريته.
أنها ضوابط هدفها إتاحة الفرصة لأكبر قدر من الحرية وليس مصادرة للحرية ..وإنما الحرية تستحيل بدونها لأن المجتمع يتحول إلى غابة ويأكل بعضه بعضا ويهلك..
وأنت حينما تقيم الضوابط على شهوتك تكسب حريتك لأنك تصبح سيد نفسك لا عبد الغريزة التى تطيح بعقلك فى لحظات..
وبالمثل الشجاع أكثر حرية من الجبان وأكثر حرية من المتهور والكريم أكثر حرية من البخيل وأكثر حرية من السفيه.
والصبور أكثر حرية من الجزوع الهلوع.
حرية القمار والسكر وتدخين المخدرات والتبذل الجنسى فهى حريات ..إنما درجات من الانتحار وإهدار الحياة وبالتالى إهار الحرية..
وكل اختيار ضد القانون الطبيعى ليس اختيارا وإنما اهدار الاختيار وكنا نعلم أننا إذا اردنا أن نزداد حرية ونحن نسبح نختار السباحة مع التيار وليس ضد التيار.
وحينما وضع الانسان الأول مروحة فى اتجاه الريح دارت المروحة واستطاع بذك أن يصنع طواحين هوائية يسخر فيها الطبيعة لخدمته وبذلك ازداد حرية..
وهو الآن يضع التوربينات فى مساقط المياه ويولد الكهرباء.
الحرية كانت دائما فى اكتشاف قوانين الجسم والنفس والروح والعمل فى اتجهاها بالأخلاق واحترام الآخرين والتدين وطاعة القوانين..
أما القارئ الذى يتحدانى قائلا:
هل اخترت شكلك وطولك وعرضك..
فإنى أقول لم أختر شكلى ولا طولى ولا عرضى ..ولا أرى هذه الأشياء قيودا على حريتى ..بل أراها على العكس أدوات حريتى فالجسم هو اداة الارداة فى بلوغ أغراضها.
وهو لا يكون قيدا إلا فى حالة المرض فإنه يتحول إلى سجن ولكن الله اعطانا العقل لنتغلب على أمراضنا بالتدواى والجراحة ونحن نتقدم فى هذه الميادين كل يوم.
ويبقى بعد ذلك اللغز الأزلى فى علاقة الأنسان بالله كيف يكون الانسان حرا وهو أمر الله وكل ما يفعله بقضائه وقدره ..ثم كيف يحاسب بعد ذلك واخطاؤه مقدورة عليه..
وهو لغز القدر الذى حثت الأديان على البعد عن الخوض فيه لأن الجواب لا يمكن أن يأتى إلا مكاشفة وإلهاما عن طريق القلب وليس العقل ..ولأن المعمول فيه على إيمان المؤمن لا فلسفة الفيلسوف ..لأن العقل فيه لا يجدى والفلسفة لا تنجد.
وإنما لا بد من أن يشف القلب وترق الحواس لترتفع الحجب ويستطيع الانسان أن يرى بعين البصيرة وليس بعينيه البشرية ويتجاوز سجن الواقع المحدود بالأسباب والمسببات ليطل على ما وراءه.
لأن الجواب الكامل يحتاج إلى معرفة علاقة الروح بخالقها وهو أمر محجوب.
ولكن هناك كلمات قليلة يمكن أن تقال كدليل طريق.
فالانسان حر هذا صحيح ولكن حريته مخلوقة أى مقدورة عليه..
وهذا أشبه بأن تقول إنه محكوم عليه بالحرية مضطر للاختيار وهذا يضعه فى منزله من المنزلتين.
فهو ليس حرا حرية الله المطلقة.
وهو ليس مقهورا مسيرا مجبورا جبر المادة العمياء.
وحينما نقول إن النار تأكل الحطب فهذه علاقة جبرية حتمية أى أنها لابد أن تاكل الحب حتما فلا يمكن ان تكون مسئولة.
والمادة كلها ترسف فى هذه الحتميات.
والانسان ليس مسيرا بهذه الدرجة.
ولا هو حر حرية الله المطلقة .
لإنما هو حر فى منزلة من المنزلتين.
فهو مخير فيما يعلم مسير فيما لا يعلم.
أو هو بكلمة أدق مخير مسير فى ذات اللحظة وهذا هو ما نسميه بالحرية البشرية ولهذا أيضا فهو مسئول بدرجة وليس مسئولا بشكل مطلق.
فكما أن القاضى يحكم ويدخل فى اعتباره الظروف والدواعى والمغريات والضغوط النفسية فيخفف ويشدد بناء على هذه الاعتبارات كذلك يحكم قاضى الأزل الذى لا يخفى عليه شئ.
ولكن لن يكون الانسان غير مسئول لأن مقامه ليس مقام المادة العمياء ..
والله لا يأمر الظالم أن يظلم..
وإنما هو يعلم أنه سوف يظلم بحكم أنه محيط بكل شئ علما.
وفارق بين سبق العلم وبين الاكراه.
الله اعطانا الحرية وهو يعلم منذ الأزل ماذا سنفعله بهذة الحرية.
وهو يقول لنا إنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..ويقول لنبيه ..لا إكراه فى الدين..
لأنه يتدخل ولا يحب لأحد أن يتدخل بإكراه النفوس على غير طبائعها لأن ذلك يتنافى مع قدسية الحرية التى أرادها لها .
إذن الحرية حقيقة ..
ولأن هذه الحرية هى إرادة الله فهى جبر واختيار فى ذات الوقت .
وإنما تكون الرحمة الالهية بأن تجد النفس تيسيرات من جنس طبعها (كل إنسان ميسر لما خلق له )
ولهذا لا يتنافى التدخل الإلهى مع الحرية بل يؤكدها.
إن كل نفس تجد جميع الظروف ميسرة لتفصح عن مكوناتها وتحقق ذاتها بالخير أو بالشر ..لتكون كما هى..
أما كيف يخلق الله واحدا ليظلم كما يخلق آخر ليعدل فتفسيرة أن إرادة الله مطلقة فهو يريد المحبوب كما يريد المكروه.
ولكن قضت عدالته بعد ذلك أن يختار من يحب لما يحب وأن يختار من يكره لما يكره ..فاختار الشرير للظلم والخير للعدل ..ولو أنه اختار الشرير ليعدل والخير ليظلم ..لنقلب الميزان وهذا مستحيل فى حقه الكامل فى عدالته.
هذه مجرد إشارات ..أما كمال العلم فهو من امور البصيرة..
ومما لا تنفع فيه الكلمات العادية المبتذلة فى التعبير.
وكشف جميع جوانب اللغز وإدراك معقولية التناقض..وكيف أن (الانسان مخير مسير
) فى ذات اللحظة ..فهو رهن بالمجاهدة وانفتاح القلب وشفافية الروح وليس من علوم الكلام
__________________
elmasrey123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
sponsor links
غير مقروء 14-08-26, 07:36 PM   #2
محمد خلف
مشرف قسم الصيد البرى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المدينه: بورسعيد
المشاركات: 998
معدل تقييم المستوى: 96
محمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدىمحمد خلف من اهم اعضاء المنتدى
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد خلف
افتراضي رد: الحرية والجبريه (هل الانسان مخير ام مسير) بقلم د/ مصطفى محمود

مقرتش الكلالم يا محمد بس اتناقشت فيه كتير
انا مقتنع ان الانسان مخير مسير
مسير في الوجهه
و مخير في الطريق
فاهمني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________
لئن فغر الخطر فاه ، فأدخل رأسك فيه ..
لئن غزا الخطر قلبك ، فأغز قلبه ..
لئن جرى الخطر ، خلفك فلتتوقف ..
انتظره ..
محمد خلف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
غير مقروء 14-08-28, 06:47 PM   #3
فكرى الفساخ
صياد متقدم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المدينه: القاهرة - الاميرية
المشاركات: 729
معدل تقييم المستوى: 8
فكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريقفكرى الفساخ في بداية الطريق
افتراضي رد: الحرية والجبريه (هل الانسان مخير ام مسير) بقلم د/ مصطفى محمود

طبعا انا اشكرك على نقل هذا الموضوع الفلسفى الحيوى .
الانسان يولد رغم انفه لا يختار شكله ولا لونه ولا بلده قصيرا أم طويلا ... الخ فقد يولد فى استراليا او امريكا
أو افريقيا او آسيا صفحة بيضاء وترسم بيئته وتقاليده ودينه وجنسه وجنسيته بحروف بارزة تصرفاته على هذه
الصفحة . لذلك فالتعصب ممجوج . فمن تتعصب ضده قد يكون انت . حتى الحيوانات تولد رغم انفها بهذه الصورة
لذلك فالرحمة والانسانية فى معاملة الآخرين أيا كانت هيئتهم مطلب من مطالب الاديان والفلاسفة . اما الخيار
فهو موجود بالفطرة والغريزة وهو التمييز بين الحلال والحرام . بين ماهو لك وما هو ليس لك .
وعموما فان الله سبحانه وتعالى رؤوف حليم ستار . رحمن رحيم غفور لانه يعلم بضعف الانسان
احييك يا استاذ مصرى يا ابن الدقهلية العزيز على اختيار مواضيعك المثيرة للفكر والجدل .
انا شخصيا اعتقد ان ان الانسان مسير . لانه لم يختار عقله ولا درجة ذكائه الذى يختار به .
فكرى الفساخ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

sponsor links

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 02:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir